تركز اهتمام افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء على مواضيع راهنة متنوعة، في مقدمتها تداعيات وباء كوفيد 19، والتفاوتات المجالية. وهكذا، كتبت (لوبينيون)، التي تطرقت إلى تداعيات وباء كوفيد 19، أنه في الوقت الذي يؤكد الجميع أن العالم على وشك طي صفحة الوباء للعودة إلى الحياة الطبيعية، فإن العام الحالي “ينذر بسنة كارثية” على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد كاتب الافتتاحية أنه إذا كان تدبير السلطات للوباء حتى الآن نموذجيا، بغض النظر عن بعض المشاكل التنظيمية والتواصلية، إلا أن الحكومة الحالية مدعوة، قبل كل شيئ، إلى إثبات قدراتها على مستوى تدبير الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذا الوباء.
وقال إنه بالإضافة إلى مواجهة التداعيات المتراكمة لسنتين ماليتين بسبب الوباء، فإنه يتعين على الحكومة أيضا إيجاد حلول للأضرار الاجتماعية الناجمة عن الجفاف الذي لم يشهده المغرب منذ ثلاثة عقود.
وأضاف أنه على الرغم من أنه تم تجنب الأسوأ بصعوبة خلال هذه الفترة، فإنه يبدو أن جميع عناصر الأزمة الاقتصادية متوفرة، لاسيما عندما نأخذ بعين الاعتبار الجفاف الشديد الذي يضرب الوسط القروي، بما له من تأثيرات على المنظومة القروية ككل، وعلى قطاع سياحي دمره الوباء على مدى عامين.
وفي موضوع آخر، قالت (أوجوردوي لوماروك)، في معرض تعليقها على التفاوتات المجالية، إن العجز في التغطية الصحية والتربوية يشكل، بكل تأكيد، موضوع إصلاحات كبرى مافتئت تنفذها الدولة في المقام الأول، لكن هذه الأخيرة لن تكون قادرة بمفردها على ضمان التغطية الكاملة للحاجيات التي سوف تتزايد باستمرار جراء الأسباب الديموغرافية على الأقل.
وقال صاحب الافتتاحية إن النهوض بطبقة وسطى قروية، التي تمثل أحد الأهداف الأساسية للعقد القادم ، يفرض، بالإضافة إلى توفير السكن، والمدارس، والمستشفيات، إحداث واجهات تجارية كبرى وخدمات، أو صناعات صغيرة أو حتى خدمات القرب للأفراد والمقاولات.
وأبرز أن توسيع قاعدة الزبناء وإدماج فئات جديدة في القطاع البنكي، على سبيل المثال، يشكل ،اليوم، حافزا أساسيا لنمو البنوك في العالم القروي، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن كثافة فروع البنوك أعلى بعشر مرات في المدن منها في الوسط القروي، إذ أن مايقارب من 7 ملايين شخص راشد لايمكنهم الولوج إلى أي عرض بنكي.