يعتبر سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان فتكاً بسبب انتشاره الموضعي المبكر وقدرته الشرسة على توليد النُقيليات (إصابة الأعضاء البعيدة).
حيث لا توجد أعراض مبكرة لذلك النوع من السرطان والذي يلقب بـ”الورم الصامت”، فغالباً ما تظهر الإصابة في المراحل المتأخرة من المرض، والتي تنعدم فيها الخيارات الجراحية.
ومن أهم أسباب ارتفاع معدل الوفيات هذا التشخيص المتأخر للمرض، خصوصاً أن الأعراض غير محددة وتظهر متأخرة، وتبقى الخيارات العلاجية محدودة للغاية.
لذلك يحتاج الأطباء بشكل عاجل لاختبارات غير جراحية ومحددة وبأسعار معقولة، قادرة على اكتشاف المرض مبكراً وتحسين بقاء المريض، وهو ما يبدو أمراً قريباً الآن بعد أن اكتشف باحثون طريقة جديدة للكشف عن ورم البنكرياس عن طريق استخدام تحليل البراز.
توصل باحثون من “المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان” و”المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزيئية” إلى -علامة يُمكن رصدها- من 27 كائناً دقيقاً في عينات البراز يمكن أن يتنبأ بما إذا كان المرضى معرضين بدرجة عالية لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس الأكثر شيوعاً، ويُمكنهم أيضاً من تشخيص المرضى الذين يعانون من مراحل مبكرة من المرض.
وعليه ، قد تقدم الباحثون بطلب للحصول على براءة اختراع لتطوير مجموعة أدوات تشخيص سرطان البنكرياس التي تكتشف هذه الجينومات الميكروبية في عينات البراز بطريقة سريعة وغير جراحية وبأسعار معقولة.
في كثير من الحالات، بمجرد اكتشاف سرطان البنكرياس يكون الأوان قد فات. لذا يحتاج الأطباء إلى تشخيص المرض في مرحلة مبكرة جداً، قبل ظهور الأعراض.
للقيام بذلك، يجب تحديد الأشخاص المعرضين للخطر وإجراء فحص جيد، وهو ما قد يؤدي للكشف عن السرطان عندما يكون قابلاً للشفاء.
كما وضحت البيانات الحديثة إلى أن الكائنات الحية الدقيقة التي تتعايش مع الخلايا في جسم الإنسان “الميكروبيوم” قد تلعب دوراً في نشأة وتطور سرطان القناة البنكرياسية الغدية.
وفي الوقت الحالي، تستهدف برامج الفحص العائلات المصاب بعض أفرادها بسرطان البنكرياس، والتي تمثل 10% فقط من عبء المرض. ويمكن أن يساعد تضمين برامج الفحص هذه في تحليل البراز لتحديد البصمة الجرثومية المحددة في الكشف عن بقية الأمراض.