إن تداعيات يوم 24 فبراي الذي جرى فيه الهجوم الروسي على أوكرانيا ستستغرق سنوات أو عقودا لتظهر بأكملها، وإنها ستغير وجه أوروبا إلى الأبد.
وأوضح كاتب المقال المؤرخ البريطاني تيموثي غارتون آش أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة أكسفورد أن ما جرى ليس هو الحرب العالمية الثالثة، لكنه أكثر خطورة بكثير من الغزوات السوفياتية للمجر في عام 1956 وتشيكوسلوفاكيا في عام 1968.
وأضاف أن الحروب الخمس في يوغسلافيا السابقة في التسعينيات كانت مروعة، لكن الأخطار الدولية الكبرى التي نشأت عنها لم تكن على النطاق الذي ستبلغه حرب روسيا على أوكرانيا اليوم، مشيرا إلى أنه قد تكون أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945.
وقد هدد بوتين هذا الأسبوع كما يفعل الدكتاتوريون المنعزلون، أوروبا والغرب عموما بحرب نووية عندما أعلن الحرب صباح أمس الخميس- أن أي شخص “يحاول الوقوف في طريقنا” سيواجه “عواقب لم يواجهها من قبل في تاريخه”.
وتوقع المؤرخ البريطاني أن تقوم أوروبا والغرب عموما بـ4 أشياء لمواجهة حرب روسيا على أوكرانيا
أولا: تأمين الدفاع عن كل شبر من أراضي حلف “الناتو” (NATO) -ولا سيما على حدوده الشرقية مع روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا- ضد جميع أشكال الهجمات المحتملة.
ثانيا: تقديم كل الدعم الذي يستطيع الغرب تقديمه للأوكرانيين دون تجاوز الحد الذي يدفع الغرب إلى حرب مباشرة مع روسيا، وذلك مثل توفير الأسلحة والاتصالات وغيرها من المعدات للمقاومة الأوكرانية و مساعدة الذين سيهربون غربا.
كما توقع الكاتب أن تتجاوز العقوبات الغربية التي ستفرض على روسيا ما تم إعداده بالفعل، مثل طرد الروس المرتبطين بأي طريقة بنظام بوتين.