نبه المفكر والكاتب والروائي حسن أوريد إلى إن هناك مدا عالميا للتضييق على الحريات أو ما يسمى بعودة السلطوية، بما فيها السلطوية الاقتصادية، موضحا أن كتبا صادرة في الولايات المتحدة الأمريكية تشير أن هناك سلطوية تمارس باسم الفعالية الاقتصادية مسنودة بما يسمى حكم التكنوقراط”.
أوريد أشار خلال محاضرة نظمتها منظمة “التجديد الطلابي”، أمس الخميس، حول كتابه “عالم بلا معالم”، أنه لا يجادل في ضرورة وجود تقنيين” ليوضح ذلك بالقول “لكن أجادل فيما أسميه انتحال الصفة، فالتكنوقراطي رجل الأجوبة له معرفة في ميادين تقنية دقيقة في العالم البنكي والمنجمي والمالي والأمني أيضا، وهذا أمر مفهوم لكن المجتمعات تحتاج إلى من يطرح الأسئلة”.
أوريد قال أن” والحال أن هؤلاء الذين لهم أجوبة يخطئون ونرى بالملموس أنهم أخطأوا، إذن من الضروري أن نسائلهم وأنا هنا لا أقول إنه يجب أن نستغني عنهم”، يضيف المتحدث ” أنا ضد انتحال الصفة وأن يصبح التكنوقراطي هو صاحب الأسئلة والأجوبة والذاكرة، ويقولب هذه الذاكرة”.
ونبه أوريد إلى أنه يجب أن نرى الجوانب الإيجابية للثورة الرقمية، مضيفا ” أنا كنت في منزلي بالحجر الصحي وأقرأ آخر ما صدر في المكتبات الأمريكية وهذا لم يكن متاحا من قبل، كما أن التطور الرقمي فضح الكثير من الجرائم، فقد وقعت جريمة في قنصلية السعودية في إسطنبول وعلم بها العالم أجمع، في حين أننا لا تعرف شيئا عن جريمة اغتيال المهدي بنبركة التي حدثت في الستينات”.
الروائي شدد على أن الثورة الرقمية يجب أن تكون أداة لكن ينبغي أن لا تعفينا من ضرورة التفكير، خاصة في كيفية التعامل مع هذه الأداة، مشيرا في تفاعله إلى الديمقراطية وأزمة الهيئات الوسيطة عالميا، واستئثار التقنيين بالقرار، يضاف إليها الهندسة القانونية الدولية التي تعطي الأسبقية للمعاهدات الدولية على القوانين، كما أكد أن هناك حزمة من الأمور تحد عمليا من ما يسمى بالسيادة الشعبية، حيث تصبح هذه الأخيرة بما فيها في الغرب مجرد يافطة، مضيفا ” على كل حال الديمقراطية في أزمة وهذا ما أشار إليه أيضا الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال تتويجه”.
في سياق متصل أكد أوريد على أن الانتقال الديمقراطي بالمغرب فشل، وهذا ما يجب أن يفضي إلى أصحاب الفكر ومن يشتغلون بالأفكار كي يطرحوا السؤال لماذا؟ وهل المسألة عارضة أم بنيوية؟، مضيفا أنه” رغم هذا هناك دينامية مجتمعية مغربية لها شرعية لأنها ضحت من أجل الاستقلال، وأدت الثمن من أجل الدمقرطة في الستينات وفي السبعينات”.