حل السفير، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، ضيف شرف على محاضرة نظمتها جامعة هارفارد بوسطن، بمبادرة ثلة من الطلبة المغاربة من مدرسة هارفارد كينيدي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، واغتنم هلال هذه الفرصة للفت انتباه المشاركين في هذا المؤتمر إلى أحد أسوأ أشكال انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، والمتمثل في التجنيد العسكري للأطفال.
وفي هذا الصدد، أطلق هلال نداء من أجل تعبئة الطلبة المغاربة في جامعة هارفارد وأيضا جل الأكاديميين الأمريكيين، لضم أصواتهم إلى أصوات الفاعلين الدوليين، للمطالبة بإيقاف التجنيد العسكري لأطفال تندوف وفرض عودتهم إلى مقاعد الدراسة مثل كل أطفال العالم.
وأوضح هلال أن “الجامعة مكان للنضال والالتزام بالتوعية بالقضايا النبيلة والقيم الأساسية لحقوق الإنسان”، مؤكدا أنه “لا يجب الوقوف دون اكتراث أمام الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الأطفال في تندوف”، وأشار أيضا إلى أن “قضية التجنيد العسكري للأطفال في مخيمات تندوف تثير قلقا عميقا لدى المغرب والمجتمع الدولي بشكل عام”، كما عرض صورا لأطفال صغار يرتدون زيا عسكريا ويحملون أسلحة خلال استعراضات ويخضعون لتدريبات عسكرية في مخيمات تندوف.
ولفت، في هذا الصدد، انتباه الحاضرين إلى خطورة توجيه هؤلاء الأطفال لتبني عقيدة متعصبة وإخضاعهم للتدريب العسكري، وذلك في انتهاك صارخ لمواثيق حقوق الإنسان، واتفاقيات حقوق الطفل، وقرارات مجلس الأمن والعديد من الإعلانات الدولية، وندد السيد هلال بتواطؤ البوليساريو مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء والذي يعد أمرا ثابتا ويبرز “المسؤولية الدولية المباشرة للجزائر، لأن هذا التجنيد العسكري القسري للأطفال يحدث على أراضيها”.
من جهة أخرى، عبر عدد من الجامعيين الشباب، خلال هذه المحاضرة، عن استيائهم للتجنيد العسكري لهؤلاء الأطفال واستغلالهم وتوريطهم في هذا النزاع مؤكدين أن الأمر يتعلق بممارسة يجب إدانتها من طرف المجتمع الدولي. كما تساءلوا عن مستقبل هؤلاء الأطفال الذين يتم تلقينهم عسكريا، وكذا تأثير هذا التجنيد في إطالة أمد هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.