يعود تقليد الإحتفال بعيد العرش المجيد إلى سنة 1934، حيث تم احياء الذكرى السابعة لجلوس محمد بن يوسف أو محمد الخامس كما يحلو للمغاربة مناداته به، على العرش ٬ انداك أصدر محمد المقري قرارا وزاريا بتاريخ 16 رجب 1353 هـ / 26 أكتوبر 1934 بعد أن أشر عليه المقيم العام الفرنسي هنري بونسوت. وكان هذا القرار الوزاري٬ المؤرخ بـ31 أكتوبر 1934، والدي نشر بالجريدة الرسمية يوم 2 نوفمبر 1934، مؤلفا من عدة بنود أهمها أن يقوم باشا كل مدينة من المدن المغربية بتنظيم الأفراح والحفلات الموسيقية٬ وتزيين المدن٬ وتوزيع الألبسة والأطعمة على نزلاء الجمعيات الخيرية٬ وأن يكون يوم عيد العرش هو يوم 18 نوفمبر من كل سنة٬ ويكون يوم عطلة بشرط ألا تلقى فيه الخطب السامية.
وفي عيد العرش يوم 18 نوفمبر 1952 ألقى محمد الخامس خطابا ساميا بالقصر الملكي بالرباط٬ اعتبره الوطنيون شرارة اندلاع “ثورة الملك والشعب”.
ولما عاد محمد الخامس من منفاه هو وأسرته سنة 1955، أصبح يوم عيد العرش واحدا من الأعياد الثلاثة: عيد العودة وهو يوم 16 نوفمبر، وعيد الانبعاث وهو يوم 17 نوفمبر، وعيد العرش وهو يوم 18 نوفمبر..
استمر هدا التقليد مع الملك الراحل الحسن الثاني حيث كان يتم الإحتفال بعيد العرش خلال فترته في 3 من مارس 1662 ثم مع الملك محمد السادس الدي تولى الحكم واعتلى عرش المغرب يوم 23 يوليوز 1999، إثر وفاة والده الملك الحسن الثاني، وتمت البيعة له في القصر الملكي بمدينة الرباط. ليلقي بعد دلك ألقى في 30 يوليوز 1999 أول خطاب للعرش، واعتمد ذلك اليوم تاريخا رسميا للاحتفال بعيد العرش.
ويعتبر عيد العرش في المغرب مناسبة وطنية يتم الإحتفال بها سنويا عبر اقامة عدة احتفالات رسمية و شعبية.
حفل الولاء
يترأسه الملك عبر زي تقليدي ويمتطي صهوة جواد، و يتبعه خدام القصر و مجموعة من الفرسان و عربة العرش لترأس الحفل، يخرج الملك من باب القصر و يكون الوفود المشاركة في البيعة مصطفة حسب ترتيب محدد لتأدية تحية الولاء، كل ذلك في المشور السعيد.
حفل أداء القسم
فيه يخاطب الملك الأفواج المتخرجين من المدارس العليا العسكرية وشبه العسكرية، و يطلق عليهم اسم، و بعد الخطاب بصفته(الملك) القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية يأدي الضباط القسم أتناء تواجد الملك، بعدها يستعرض الملك التحية العسكرية لأعلام و شارات المدارس الوطنية العسكرية و الشبه العسكرية، و يختتم هذا الحفل بترقية الضباط السامين.
حفل الإستقبال
هو حفل يقوم الملك بتقليد الشخصيات الوطنية والأجنبية بأوسمة ملكية رفيعة، عربونا على مجهوداتهم وحبهم للمغرب.
يشار إلى أنه تم تأجيل جميع الأنشطة والاحتفالات والمراسم، التي تقام بمناسبة تخليد الذكرى الثانية والعشرين لتربع الملك محمد السادس، على عرش أسلافه الميامين وفق ما أعلنته وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، اعتبارا لاستمرار العمل بالتدابير الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد .
و تقرر وفق المصدر داته تأجيل حفل الاستقبال الذي يترأسه جلالة الملك، وحفل أداء القسم للضباط المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، وحفل تقديم الولاء لأمير المؤمنين، ، وكل الاستعراضات والتظاهرات التي يحضرها عدد كبير من المواطنين.
والشعب المغربي إذ يخلد هذه الذكرى الحافلة بالدلالات والحمولات التاريخية الوازنة، يجدد تأكيده على متانة رابطة البيعة الشرعية، من خلال استحضار بعدها الديني القائم على التعاليم السديدة للدين الإسلامي الحنيف، وتشبته الراسخ بتخليد هذا العيد الوطني المجيد جريا على العادات والتقاليد العريقة للمملكة المغربية.
و يسترجع المغاربة في هده المناسبة أهم النضالات والملاحم الجهادية الخالدة التي خاضها كل من الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني ، جنبا إلى جنب مع أبناء الشعب المغربي، تمهيدا لقيام صرح مغرب الحرية والانفتاح والتقدم بجميع أوجهه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
فلقد جسدت البيعة الشرعية، على امتداد تاريخ المملكة المغربية، الرابطة المتينة والصلة الراسخة التي ما فتئت تجمع الملك بوصفه أميرا للمؤمنين وحامي حمى الملة والدين، بشعبه الذي يعتبره بمثابة قائد الأمة ورمز الوحدة والسيادة الوطنية بجميع تجلياتها.
ولعل حرص شيوخ القبائل وممثلي مختلف مناطق المملكة، على تجديد بيعتهم لجلالة الملك مع حلول ذكرى عيد العرش المجيد من كل سنة، يعد دليلا واضحا على تشبثهم بالملك واستعدادهم للتجند ورائه خوضا لمختلف التحديات التي تواجهها المملكة.