بقلم : ذ. سمية شرحبيل
أثارت إنتباهي مقالة لسيدة الصحافة الأمريكية نيويورك تايمز تقول فيها : “ستتنافس الأرجنتين وفرنسا على الكأس، أما المغرب فقد فاز بالعالم “.
وهذا من أبهى ما يمكن أن يقال على التصفيات ما قبل النهائية لكأس العالم، فبعد المباراة الأخيرة بين المنتخب الفرنسي و المنتخب المغربي، تداولت تدوينات أشارت إلى حجم الظلم الذي تعرض له المنتخب المغربي خلال المباراة و الانتهاكات التي قام بها الحكم المكسيكي لأجل إجهاض حلم أسود الأطلس بالظفر بالكأس، والذي صار حلما عربيا و سابقة عالمية تعد الأولى في التاريخ الكروي، خاصة بعد ما شهدناه من الأعداد المهولة المشجعة لهذا الفريق؛ والذي استطاع بكفاءته و حنكة و بعد نظر مدربه أن يتسلق سلالم الفوز بشكل يبعث على الإثارة و طرح التساؤلات.
أيمكن لفريق مغربي إفريقي عربي أن يحطم الاسطورة و أن يفك عقدة النقص المعششة لدى الشعوب الافريقية و العربية؟
أيتأتى لثلة من الشباب الناشئ أن يجعلوا من الساحرة المستديرة سندانا يكسر تلك الحواجز التي أسستها أفكار نمطية بائدة سائدة؟.
فكرة مفادها أن المستحيل لا يمكن أن يصنعه أبناء الدول النامية، فكرة من شأنها أن تزرع فسائل العجز في نفوس الشباب العربي و توقد فتائل الوهن في صدورهم، بيد أن المستحيل صار حقيقة واضحة للعيان، حدث شهده العالم بأسره على مدرجات ملاعب الدوحة القطرية الشامخة، و استطاع بذلك منتخب أسود الأطلس أن يكسبوا بثباتهم و عزمهم و شغفهم و اعتزازهم بوطنهم و بعروبتهم و بقيمهم الدينية و الاجتماعية و الإنسانية و الحضارية؛ ليس مكانة مشرفة بالمربع الذهبي فحسب إنما شعبية عظمى لدى كل الشعوب العربية و الافريقية و الآسيوية و غيرها من الشعوب الحرة التي تقدر الكفاءة بموضوعية و تبصر و حكمة بعيدا عن أي شخصنة أو تعصب لجنس او لعرق أو لديانة.
فهنيئا لشباب أسود الأطلس و لمدربهم المحنك السيد وليد الركراكي الذين استطاعوا أن يخلقوا الحدث من رحم اليأس . و أن يوقدوا الهمم و يضخوا بواعث الأمل في الشرايين التي تجمدت في عروق الأمم.
صدقت التايمز : لهم الكأس و للمنتخب المغربي الافريقي العربي قلوب العالم بأسره …
فهل يقارن الفوز بمجرد كأس، بحب و تقدير و احترام العالم كله؟